ندوة إقليمية بمسقط تبحث جهود تعزيز تصنيف الجامعات العُمانية والعربية

مسقط- الرؤية

انطلقت، الأربعاء بجامعة مسقط، أعمال الندوة الإقليمية حول "تحسين ترتيب الجامعات العربية في التصنيفات العالمية، وآلية الدخول في التصنيف العربي للجامعات والاعتمادات الجامعية" بتنظيم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، واللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك تحت رعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وهدفت الندوة إلى التركيز على تعزيز السمعة الأكاديمية للجامعات العُمانية، مع تعزيز مكانتها التنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وسيتعرف المشاركون على الاستراتيجيات التي تُمكن من مواءمة ممارسات المؤسسات التعليمية مع المعايير العالمية، وتحسين المجالات الرئيسية للأداء مثل جودة العمل الأكاديمي، وفعالية المنهجيات التعليمية، وتأثير البحث العلمي، علاوة على ذلك، ستوفر الندوة رؤى حول أنظمة الترتيب العربي والعالمي وإطارات الاعتماد، مما يزوّد الجامعات بالأدوات والإجراءات اللازمة لتعزيز سمعتها ورفع ترتيبها.

وقدم يحيى بن سلام المنذري القائم بأعمال وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للتعليم العالي كلمة افتتاحية أشار فيها إلى أهمية بذل الجامعات والكليات الخاصة في سلطنة عُمان قصارى جهودها، لتعزيز مكانتها في التصنيفات العالمية، لكي تعزز من سمعتها الأكاديمية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ويضمن مساهمتها القوية في تحقيق التوجهات والأهداف الإستراتيجية لرؤية عُمان 2040، وخاصة فيما يتعلق بالأولوية الوطنية الأولى المتمثلة في أولوية التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية.

وأضاف: إن اكتساب مكانة إقليمية ودولية مرموقة من خلال تحقيق تصنيفات مؤسسية قوية يتيح للمؤسسات التعليمية الفرصة للحصول على العديد من المزايا، بما في ذلك زيادة قدرتها على استقطاب أكاديميين عالميين وطلاب محليين ودوليين ذوي مواهب عالية، والتنافس بنجاح على المنح البحثية والاستشارات، وضمان توظيف خريجيها في وظائف تتطلب مهارات عالية، وحصول هؤلاء الخريجين الموظفين على امتيازات مهنية خاصة.

وأشار المنذري إلى تصنيف QS بجميع مستوياته الذي يعتبر من أكثر التصنيفات تأثيراً على مستوى مؤسسات التعليم العالي الدولية، ويتجلى الأداء في تصنيفات QS في أهداف رؤية عُمان 2040، المتمثلة في السعي لزيادة عدد الجامعات العُمانية المدرجة في هذه التصنيفات، حيث تسعى سلطنة عُمان إلى دخول (4) أربع جامعات محلية ضمن أفضل 500 جامعة في تصنيف QS العالمي بحلول عام 2040، وترجمةً لهذا التوجه الاستراتيجي، فقد تمكنت جامعتان عُمانيتان في الدخول في تصنيف QS  العالمي، إذ احتلت جامعة السلطان قابوس الترتيب (362)، وجامعة صحار ضمن مجموعة (1200-1001) على المستوى العالمي، وعلى مستوى الوطن العربي، فتوجد حاليا عدد (7) جامعات في تصنيف QS))، منها جامعة حكومية واحدة و(6) جامعات خاصة.

من جانبه، قدم الأستاذ الدكتور محمد سند أبو درويش، مدير إدارة العلوم والبحث العلمي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم كلمة ذكر فيها: " يأتي تنفيذ هذه الندوة، إيمانا مطلقا بأهمية الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار، وسعيا حثيثا لتنفيذ آلياتها، وإيمانا بأن جامعاتنا العربية هي منارات علم وإشعاع، لديها الكثير من المقومات التي تجعلها مكانا فريدا لبناء الفرد المؤمن بواجبه أينما وجد وحيثما كان، إذ يمكن لها من خلال مواكبة متطلبات التصنيفات والاعتمادات سواء كانت عربية أو عالمية أن تطور من منهجياتها العلمية والتعليمية، والمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، ورفد المجتمع العلمي بنتاج واسع من منتوج علمي قابل للتطبيق يساهم فعليا في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع.

وفي ذات السياق قدم الدكتور محمود بن عبد الله العبري أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم كلمة أوضح فيها: " إن موضوع تصنيف الجامعات لم يعد مجرد مؤشّر للسمعة الأكاديمية أو ترتيب على جداول عالمية، بل أصبح أداة استراتيجية تستند إليها الدول في رسم سياساتها التعليمية، وتحسين جودة المخرجات، واستقطاب الطلبة الدوليين، وتحفيز البحث العلمي، وبناء الشراكات الدولية. ولهذا، فإن انعقاد هذه الندوة بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين يُمثل منصة حيوية لتبادل الرؤى والخبرات، واستكشاف سُبل تعزيز الأداء المؤسسي للجامعات العربية بشكل عام والعُمانية على وجه الخصوص، في ظل المعايير العالمية المتسارعة التغير.

ويتضمن البرنامج العلمي لهذه الندوة تقديم أوراق عمل ثرية على مدار يومين متتاليين، يشارك فيها خبراء من مؤسسات تصنيف دولية وأكاديميون من جامعات عربية مرموقة، وتغطي الجلسات محاور متعددة تشمل: استراتيجيات الارتقاء بالتصنيف الجامعي، جودة البحث العلمي، النشر الأكاديمي، الحوكمة المؤسسية، الشراكات الدولية، والابتكار في التعليم العالي

واشتملت أعمال اليوم الأول عقد جلستي نقاش، حيث ركزت الجلسة النقاشية الأولى حول معايير التقييم في تصنيف QS، وتناول أهم الاستراتيجيات الفعالة لتعزيز السمعة الأكاديمية للجامعات العُمانية، فيما تطرقت الجلسة الثانية حول آلية المشاركة في التصنيفات الأخرى، وشرح مسارات الاعتماد الدولي، إضافة إلى أهمية التبادل الأكاديمي والعولمة في التعليم العالي.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة